على ما يبدو أن مسلسل الدراما مع مغنية لن ينتهي، أو المخرج لا يريد له ان ينتهي دون نهاية درا-دموية!! فاستمرار السلطة بغباءها ورهاناتها الغبية وقراراتها الغبية يزيد النار حطبًا يومًا تلو الآخر! وعملية التصفية السياسية لعدنان عبدالصمد وتياره تجاوزت كل الأعراف والأخلاق السياسية، حتى وان كانت السياسية "وصاخة" فإن ما نراه اليوم قد تجاوز هذه المرحلة بكثير!
اليوم وبعد مرور إسبوعين على إغتيال مغنية نرى البلد قد وصل إلى مرحلة من التطرف والتشنج لم نشهدها منذ الثمانينات، وربما التشنج الذي يصيب مجتمعنا اليوم تعدى مرحلة الثمانينات، وإلا فما معنى خروج جماعات التطرف الديني ببيانات تهديد ووعيد للنائب عدنان عبدالصمد تياره! ناهيك طبعًا عن أعضاء البرلمان الذين قرروا رفع الحصانة عن زميلهم حتى قبل ان تطلب ذلك النيابة! هل هذه كويت 2008؟ أين كنا وكيف اصبحنا!! قبل سنتين بالضبط كنا نحتفل ونتغنى بالوحدة الوطنية والالتفاف الشعبي حول "نبيها 5" عندما صوت السني للشيعي والشيعي للسني، والليبرالي للسلفي! اعتقدنا حينها اننا كشعب قد نضج واعتقدنا اننا نفرق بين الخلاف السياسي والخلاف العقائدي، وللأسف كم كانت سخيفة اعتقاداتنا!
طبعًا عدنان عبدالصمد أخطأ، ومسكين لأنه أخطأ، فالمفترض به أن لا يخطأ، فمن تعاديه "الوطن" يجب عليه أن لا يخطأ، ومن يعاديه أحمد الفهد، يجب ان لا يخطأ، ومن يمارس السياسة لأكثر من ثلاثين عامًا كيف له ان يخطأ مثل هذا الخطأ! مع الاسف الخطأ قد وقع، و"الوطن" على الرغم من غباء رئيس تحريرها، ولد الحرامي، خليفوه علاوي، قد استغلت الخطأ، واستطاعت ان تقسم الشارع إلى شيعة وسنة، وتعيد الجو الطائفي المقيت الذي لطالما حاربناه! لكن السؤال أين هي الحكومة؟ أين هي السلطة؟ ألا يوجد سلطة بهذا البلد الذي استطاعت صحيفة وقناة تلفزيونية يديرها طفل تافه وغبي أن يلعب هذه اللعبة القذرة بها!! طفل تافه وغبي مثل خليفوه استطاع خلال اقل من اسبوعين أن يشعل فتنة بالبلد لم نر مثلها من قبل!! أين هي الحكومة؟ وأي عقلاء الأسرة؟؟؟
طبعًا عقلاء الأسرة موجودين، أحمد الفهد، تذكرونه؟ تذكرون ثلاثي الفساد؟ أحمد الفهد كان الضلع الأبرز من ثلاثي الفساد، وأحمد الفهد طرد من الوزارة وطرد من الحكومة بعد أن تلاحم الشعب الكويتي في قضية "نبيها 5" التي كانت شعار الشباب لمحاربة الفساد، وعندما أقول فساد اعني أحمد الفهد. أنا لا أريد أن أقول أن أحمد الفهد هو من يقف وراء هذه الحملة الشرسة على عدنان عبدالصمد وتياره، ولكن يحق لي أن أتساءل: لماذا عرض أحمد الفهد خدماته على فاضل صفر لحل أزمة التأبين بعد التأبين بيومين؟ ولماذا يتصل أحمد الفهد بعبدالمحسن جمال ويعرض عليه المساعدة والحضور معه لأمن الدولة؟ والسؤال الأهم من ذلك كله، لماذا أحمد الفهد علق بأن عماد مغنية غير مطلوب بالكويت قبل التأبين؟
متى يفكنا أحمد الفهد؟ متى تفكنا وتفك الديرة من شرك؟ نار الطائفية تشتعل بالبلد وأحمد الفهد يريد إخضاع الناس!! البلد يدمر وينشق إلى نصفين فقط كي يفرض سطوته! هذا مرض السلطة الله لا يبلينا.